اداب تلاوه القران...

 آداب تلاوة القرآن الكريم: دليل المتعلم الرباني في أكاديمية سبيل التقوى

 مقدمة:

أهمية آداب التلاوة في رحلة التعلم

في رحلتنا مع كتاب الله تعالى في أكاديمية "سبيل التقوى"، ندرك أن تلاوة القرآن ليست مجرد نطق للحروف، بل هي عبادة قلبية وجسدية تتطلب التحلي بجملة من الآداب التي تهيئ المتعلم لاستقبال كلام الله تعالى. يقول الله عز وجل: **"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ"** (البقرة: 121). وفي هذا المقال الذي ننشره عبر منصتنا التعليمية، سنستعرض أهم آداب تلاوة القرآن الكريم التي يجب أن يتحلى بها كل طالب في رحلته مع كتاب الله.

 آداب ما قبل التلاوة

1. الإخلاص لله تعالى

أول وأعظم آداب التلاوة هو إخلاص النية لله تعالى، فلا يقصد المتعلم من تلاوته إلا وجه الله والاقتراب منه. قال تعالى: **"وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ"** (البينة: 5) . في أكاديمية "سبيل التقوى" نحرص على تذكير طلابنا بأن يكون الهدف الأساسي من تعلم القرآن هو التقرب إلى الله، لا المفاخرة أو المنافسة الدنيوية.

 2. الطهارة الظاهرة والباطنة

من آداب التلاوة التي نؤكد عليها في أكاديميتنا:

- **الطهارة الحسية**: يستحب الوضوء قبل التلاوة، وإن كانت القراءة بدون وضوء جائزة إلا أن الأكمل للمتعلم أن يقرأ وهو على طهارة .

- **الطهارة المعنوية**: بتطهير القلب من الغل والحسد والرياء، وإخلاص العمل لله .

3. اختيار المكان والزمان المناسبين

نوصي طلابنا في "سبيل التقوى" باختيار:

- **مكان هادئ** بعيد عن الضوضاء والمشتتات.

- **أوقات الفضل** مثل بعد الفجر أو في الثلث الأخير من الليل  .

 آداب أثناء التلاوة

 1. الاستعاذة والبسملة

نعلم طلابنا في الأكاديمية البدء بالاستعاذة كما أمر الله: **"فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ"** (النحل: 98)، ثم البسملة في بداية كل سورة  .

 2. التدبر والتفكر

في "سبيل التقوى" نربي طلابنا على:

- **التأني في التلاوة** وعدم العجلة.

- **التفكر في المعاني** ومحاولة فهم ما يتلو .

- **ربط الآيات بالواقع** وتطبيقها في الحياة اليومية.

 3. الخشوع 

نشجع طلابنا على تحقيق الخشوع أثناء التلاوة،  اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم .

 آداب بعد التلاوة

 1. العمل بالقرآن

في أكاديميتنا نؤكد أن الغاية من التلاوة هي العمل، فليس التعلم مجرد حفظ للحروف بل تطبيق للأحكام. يقول تعالى: **"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"** (ص: 29) .

2. الدعاء والمناجاة

نرشد طلابنا إلى:

- **ختم التلاوة بالدعاء** والاستغفار.

- **طلب الفهم والانتفاع** بالقرآن في الدنيا والآخرة.

 آداب خاصة بطلاب أكاديمية سبيل التقوى

1. احترام المعلمين

في رحلتنا التعليمية نربي طلابنا على:

- **التواضع للمعلمين** وتقدير جهودهم.

- **الإنصات الجيد** أثناء الشرح.

- **الالتزام بالتوجيهات** والتعديلات التي يقدمها المدرس .

 2. النظام والانتظام

نحرص في الأكاديمية على:

- **الالتزام بمواعيد الحصص** واحترام الوقت.

- **المتابعة اليومية** والمراجعة المستمرة.

- **إتقان التجويد** قبل الانتقال للآيات الجديدة .

 3. التطبيق العملي

ندعو طلابنا إلى:

- **تحويل العلم إلى عمل** في حياتهم اليومية.

- **أن يكونوا قدوة** في تطبيق آداب القرآن.

- **نشر الخير** وتعليم ما تعلموه للآخرين .

 خاتمة: القرآن منهج حياة

في أكاديمية "سبيل التقوى" نؤمن أن القرآن ليس كتاباً للحفظ فقط، بل هو منهج حياة يتطلب منا التحلي بآدابه في كل جوانب حياتنا. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: **"خيركم من تعلم القرآن وعلمه"**. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته، وأن يرزقنا تلاوته حق تلاوته، والعمل به في السر والعلن.

ختاماً، نذكر طلابنا الأعزاء في أكاديمية "سبيل التقوى" بأن هذه الآداب ليست مجرد قواعد شكلية، بل هي روح التلاوة التي بدونها تصبح الكلمات حروفاً جامدة. فلنحرص جميعاً على التحلي بهذه الآداب، ولنجعل من تلاوتنا للقرآن سبيلاً حقيقياً للتقوى والارتقاء الروحي والأخلاقي.